صوتك الآسر يبعثني من بين الأموات، أبحث عن مصدره لأصل إليك،
فسرعان ما يختفي تحت وطأة الصدى، الصدى الذي يسكن أركان الفراغ و يأبى أن يسكن قلبي المزدحم بأنواع السكون، فأحاول العودة إلى مكاني الأول، بين جثث الأحياء التي تنازلت عن نبض قلبها مثلي، فتأتيني ضحكتك يا سيدتي من جديد، تهزني كصعقات كهربائية، تخترق جسدي لتصل إلى قلبي الذي أعلن الاعتزال.
فأخلف وعدي، وأطلب الهدنة من ذكرياتي، من آلامي، حتى من أحلامي، و أنفض عني غبار الولاء لحبي الأول و الأخير، أحاول النهوض متكئا على بعض اللحظات الجميلة التي مرت في حياتي، أحاول أن أقوم من تحت ركام الكلمات، التي لم أفهم معناها إلا بعد فوات الأوان، فيصطدم رأسي بآخر كلمة قالتها لي في الموعد الأخير : أُذكرنـي.